بحثت عن الشمس فوجدتها تشرق في عينيك، وبحثت عن ضوء القمر فوجدته ساطعاً فوق جبينك، وبحثت عن عطر الربيع فوجدته في شذى كلماتك.
إن ضربات المعاول لا تستطيع أن تذيب جبال الجليد، وحدها أشعة الشمس بـدفئها الوهاج قادرة على إذابة تلك الجبال الجليدية حين ترسل خيوطها الذهبية لتلامس وجهها الجليدي الأبيض. غير أني أجد ضربات المعاول القاسية تشبه قساوة قلبك أحيانا. من يصدق أن وراء هذا الدفء تختبئ جزئية قاسية؟! إذن كيف كنت أخشى العيش في قلبك خوفاً من وهج ناره فها هو يحمل بحيرة من الجليد تحجب وهج ناره فتجعلها تنكمش في أعماق قلبك لتصارع فيك القسوة والحيرة معاً.
تصّورت أننا نتقاسم لحظات السعادة معاً، لا استطيع أن اشعر بالسعادة لوحدي لأنني بدونك ارض فقدت شمسها وجفت ينابيعها وهاجت بحارها غضباً وحزناً لفراقك.
اشتاق إليك. نعم، فلا أجد سوى صدى الاشتياق يعود إليّ ليخبرني عن فراغ لا يحتوي شعاع جبينك، وعن جليد لم يذبه دفء شمسك، وعن أثير يشكو غياب صوتك.
لم أكن امرأة ساذجة اصدق كل الرجال حين صدقتك، أعلم تماماً أني لم اصدق المجهول، فكلماتك الرقيقة التي تتردد في أذني حاملة نغمة صوتك النقية وضحكاتك البريئة لم تكن تحتاج إلى تأشيرة دخول ولا إلى شهود إثبات للحقيقة، فالحقيقة تقترن بالشمس، فكلاهما يتسّّّّّّم بالقوة والوضوح.
يوم يغيب نور وجهك تغادرني الشمس وحيدة في فضاء مظلم، اغرق في بحر من الظنون وأخوض في شاطئ ضفّتاه من خوف مزدوج، الخوف عليك والخوف من فقدانك.
أبكاني الظلم كثيراً مستنزفاً آمالي يلقي بها إلى ارضٍ جرداء تُسقى من ماء المرارة ويغذيها الألم، تشكو قدراً عانق المجهول وطوى الأيام مظلمة دونما ضياء. لكني لم اعرف البكاء شوقاً إلاّ إليك، لم اطلب منك أن تأتيني بقطعة من الجنة، أو تهديني بحراً من المرجان، فقط يكفيني ضياء وجهك يطل في مملكة صباحي، وسوف ارفض كل التيجان.
إن الأرض تنظر إلى حمامات السلام تحلق في سماء محبتها وهي تحاكي نوارس الشاطئ تحت نور الشمس الدافئة في كرنفال من السلام والمحبة، فليس للأرض أن تحيى بدون الشمس، وليس للشمس وطن يحتضن أشعتها بسلام غير الأرض