==================================
حورية البحر المحبة
[size=18]وفي أحد أيامها المملوءة بالسعادة بقربها من
صديقاتها قررت الحوريات أن يلعبن لعبة
السباق بالسباحة لأكبر مسافة ممكنة والفائزة
تنال لقب ملكة الماء فبدأن بلسباق وكل واحدة
منهن تتوق نفسها لنيل اللقب فكانت الحورية
البيضاء أسرع واحدة قي السباق فوصلت الى
مكان بعيد عن منزلها فاختبئت وراء صخرة
كبيرة تنتظر قدومهن لترعبهن وبينما كانت
تنتظرهن تخلل الى مسمعها عبر أمواج المياه
الرقيقة أصوات أطفال يلعبون ويضحكون
فاسترقت السمع واقتربت الى مكان الصوت
أكثر لتسترق أيضا النظر الى هؤلاء الأطفال
فأخرجت رأسها من الماء فكان الأطفال يهمون
بالرحيل فسمعت صوت صهوة الخيول وأقدامهم
فنظرت لترى ماهذا الصوت واذ كان فارس أمير
يمتطي صهوة خيله والى جانبه أفراد حاشيته
فسارعت للنزول الى الماء وفي هذه الأثناء
لمحا الأمير ....
وعندما نزلت كن صديقاتها قد وصلن وكن
ينظرن اليها بدهشة فوبخنها وقلن لها:
لا تعاودي فعلتك هذه ذاك المكان ليس لنا أنت
منزلك هنا فلتحافظي على نفسك هيا لنعود
ونلعب فعادت الحوريات الى اللعب أما هي
عادت معهن ولكن فكرها لا زال متعلقا في هذا
المكان ....... بقيت الحورية تتمنى معرفة
المزيد فكانت تغدو كل يوم الى ذاك المكان
وتسترق النظر لعلها ترى الأطفال مجددا
فأخرجت رأسها فلم تجد أحد فحزنت وعادت
للماء وأخذت تقول في نفسها: كم أتمنى أن
يكون لي قدمان لأرى ماذا يوجد في هذا المكان
وبلحظة فجائية بدأت المياه تتلألأ ففزعت
الحورية وهرعت تختبئ وراء الصخرة تنتظر
ذهاب هاذا الشيئ لتعود لمنزلها فألقت نظرة
صغيرة واذ كانت الساحرة تقول لها: اقتربي ولا
تخافي مني فأنا أتيت لأحقق لك أمنيتك .. فقد
سمعتك ولا أظهر الا للقلوب النقية وأنت هكذا
فاقتربت منها بفرحة وأخذت تقول لها الآن .
. هيا ..متى ...كيف ..سأصعد.. فأجابتها نعم
الآن ولكن خذي حذرك من ذاك المكان.. فأصبح
لها قدمان وخرجت لذاك المكان تنتظر مجيئ
الأطفال فأتى الأطفال فاقتربت بهدوء منهم
وسألتهم هل بامكاني أن ألعب معكم؟؟؟ فنظروا
اليها بدهشة وأجابوها :مع أنك كبيرة ولكن
سنسمح لك فلعبت معهم حتى حان موعد العودة
فذهب الأطفال فقالت :الى أين دعونا نلعب ؟؟
الأطفال : لقد حل الظلام سنعود الى منزلنا
ففكرت الحورية وأنا أين سأذهب لم يعد لي
منزل أين سأنام ماذا أفعل فجلست قرب شجرة
كبيرة لتنام جانبها...فمر الأمير فوجدها نائمة
فأمر جنوده بأن يأخذوها للقصر فاقتربوا منها
ففزعت من نومها وبدأت بالصراخ وحاولت أن
تهرب فنجحت فاندفع الجنود ورائها فأمرهم بأن
يتركوها وقال: ستعود الى هنا .. فأخذت تركض
وتركض حتى وصلت الى بلدة مهدمة وكان
الناس يجلسون على الأرض بكل مكان فوجدت
امرأة عجوز تلتقط أنفاسها فهمت لمساعدتها
بشربة من الماء فشفيت العجوز فسألتها أين أنا
ولم الناس هكذا فأجابتها يصوت منخفض يملؤه
الحزن أنت في قرية الأمل وهذا المكان يشكو
من قلة الطعام بسبب ريح عاصفة قوية.. فتمنت
لو أن بامكانها مساعدة القرية بأكملها فسمعتها
الساحرة وحققت لها الأمنية فنظرت الحورية
للقرية فارتسمت على وجهها البسمة فظهرت
الساحرة وقالت لها: لقد أعدت لك القرية كما
كانت ألا تريدين العودة للمنزل الحورية: لا
أرجوك هناك أناس كثر بحاجة لي
ولك ..الساحرة :لا تستطيعين مساعدة الناس
بأكملهم ولم يبقى لديك سوى أمنية واحدة
فغضبت الحورية وبدأت بالمسير وأخذت تمشي
حتى تعبت فجلست الى جانب كوخ صغير
لترتاح فسمعت صوت بكاء فتاة صغيرة فنظرت
من النافذة فرأت الطفلة وزوجة أبيها تضربها
لأنه لم تنظف جيدا وبدأت الحورية بالتفكير لكي
تساعدها فلم تجد أية وسيلة فبكت وعاودت
المسير وكانت ترى أشياء حزينة جدا وتحاول
أن تساعد ولكن دون جدوى حتى وصلت الى
قرب البحر الذي تسكن فيه وجلست
تتأمله..وكان الأمير خلفها يقول لها كنت
أنتظرك وقد عدت مرحبا بك فالتفت اليه وسألته
من أنت ولم تلاحقني فقال:أنا الأمير و..
فقاطعته لاتكمل لو كنت كذلك لحاولت مساعدة
الناس, فأجابها ومن قال أني لا أفعل ولكن
لاأستطيع مساعدة الكل فحنت رأسها ومشت
باتجاه البحر وتمنت العودة لعالمها الأصلي
فحققت الساحرة الأمنية الأخيرة وبدأت
بالتحول ..الأمير:الى أين أنت ذاهبة أرجوك
عودي أريدك زوجة لي أرجوك سنساعد الناس
سويا فقالت : لقد آن الأوان لأعود لمنزلي ولا
أستطيع أن أكون زوجة لك لأني من عالم آخر
وعادت للماء والأمير بقي واقفا.. فقال لها:
سأساعد الناس قدر المستطاع وسأخبرك
بأحوالهم سآتي كل يوم الى هنا لأراك ففرحت
الحورية وعادت للماء فلقيتها الساحرة وأخذت
تخبرها بأن من يتمنى شيئ بقلب صادق ونفس
صادقة يحقق الآمال وأنها لاتستطيع مساعدة
الآخرين لوحدها فقط ... وهكذا تعلمت الحورية