دقّت أجراسُ الربيع ..
وَ ما كنتُ آبهُ لِذلك !
فمن بعد رحيلك عنّي ..
ما صرتُ أرى غير الشتآء !
أصبحت سنيني كلّها برد ..
وسمائي بالغيمِ مكتظة ..
وَ صوت الرعود في كل مكان ..
حتى الصباح
عادَ كما الليل في ناظري ..
ليس هُناك فرق..
فَ العين ما عادت ترى غير السواد !
.
.
قالوا - وآمنتُ بقولهم ذات مرّه -
بِأن الربيع فَصل الحب ..
عبير البنفسج يعطر الجوّ ..
وزهر الأقحوان يُثمر !
والأرواح تصفو ..
وترتقي للحبّ !
كنت كذلك ..
وكان ربيعي بالعشق يأتي ..
غير أني الآن ..
لستُ أرى الربيع جميلاً..
دخل عليّ كما لو أن الشتآء حآن موعده !
ورده أمام عيني أزهرت ..
وبان لونها..
وعبيرُ شذآها قد فاح ..
أنا !
لا يروقني ريحها ولا بهاء لونهِآ
ولا الندى عليها ..
ما يروقني هوَ ..
شوكها
وَ انحنآء عودها بعد مَ تذبل !
/
\
قد عشقتُ فِ ذات حين مغيبَ الشمس ..
لكن بعد رحيلك زاد عشقي لهُ ..
في كل يومٍ وَ أمام ذاك الجبل
انظر إلى الشمس قبل ان تغرُب خلفُه !
وأودِّعُها بتراتيل لحنٍ حزين ..
وَ دمعةٍ باليه ..
وذكرى حزينة .. مؤلِمه !
وَ دعوة أطلقها لربّ السماء
عالم الحآل ..
علّ الغوثَ منه يأتي !
.
.
أمّا عِند المبيت ..
فلا يروقني غيرَ منظرِ البحر
واكتمالَ البدر ..
وَ بعضُ غيمٍ يُبهت القمر !
فَ أتذكر ..
عهدَ الوصال الجميل
وَ ابتسم !
غير أني بعدها وَ بقليل ..
أتذكرُ ليل الهجير ..
فاحتضر !
وَ أسألُ الروح ..
ما بالُ الحبيب قد غاب ..
لِما رحل !
وَ هل سيعود ..
ام ان غيبتهِ هذه المرّه سَتطول – كما قال لي الظلام في ذات ليل - !
.
.
يا حبيبي ، بعدما رحلت عنيّ ..
صرتُ في كل ليلٍ ..
أسأل طيفَك أما زلت تذكرني ؟
أم زلتَ تذكر أنثى ما فتحت قلبها لِ سوآك
وإن حدتّها الظروف لذاك ..
فَ موتها ارحم من حبيبِ يسكن القلب إلّاك !
/
حتى أَنيّ من الجنون الذي بي ..
صرت أسألُ الغياب عنك !
فيجيبني بردُ الشتاء .. وَ المغيب
والمُزن.. وَ وطنَ الهجير !
جميعها تُجيبني بصوتِ حزينٍ كئيب
فَ تقول ..
علّه مازال يذكركِ !
فَ امني النفس ..
وانتصب بإنحناء
ثم ارحل كسِيره !
.
.
يا بعيد ..
غيبآك أعياني حدّ الأرق !
لا أسألكَ الرجوع ..
فقد حالت الظروف وأنا أعلم !
غير أني ارغبُ بقليل الوصال ..
كما لو عن الحال تسأل !
أما عنّي انا ..
فقد طلقت الهوى ثلاثاً ..
وما عدت أمني النفس في سواك ..
وإن عشت مع شخصٍ غريب ..
فلن أهواه ..
ولو كلّفتُ روحي والحيآه !
..
لن اخضع لِ غيرك
فَ أنا شآمخه إلا أمامك ..
وما انحنيتُ لِ أحدٍ سواك ..
فهامتي اعتلت الجبال
لا يصدّها غير السمآء وَ هوآك ..
.
.
مازلتُ للحظه ..
أرددها (( أحبّك ))
غير انك لا تجيب !
يعود صداها ثانيه .. فَ ابكي !
..
متى ما أردتني ..
تعال ..
وسترى عينين أرهقهما السهر ..
ووجنتين بللّهما الدمع كما المطر ..
سترى ..
ملامح أنثى تعشقُ ذكرك
متمرّده ..
لا يهزّها سوى حبّك!