مملكة الحب الصافي
أطلت من بين الأفق المظلم
خيوط شعاع الفجر
أفقت توضأت صليت
وتفقدت فرسي الأبيض
عدت لأرتدي جلبابي وعمامتي البيضاء وحسامي
وأسرجت فرسي وإمتطيته
فصرنا بياضاً وبياض
مررت بمروجي وزراعاتي
تبللها قطرات الندى
علُقت بحوافر فرسي فصهل
بخارٌ تصاعد من منخره
ثم صهل فكنت قبالة كوخ حبيبتي
فأشْعَلَتْ سراجها وأطفأته مرتين
وطمأنت خاطري
وتلك إشارة الوصال والمنى
ووداد قلبي وروحي
إنفلتت من باب الكوخ الخلفي
في زيها الأخضر
أتتني ومدت يدها فجذبتها
وضَعَت ساقها فوق ركابي
ويدها بيدي
ركبت خلفي
إحتضنها قلبي
سرنا كلانا يحملنا فرسي صامتاً
حيث أنشق من الشرق ضياء
وأذن بميلاد يوم جديد
وحلم يجمعنا وعيد
فرحة اللقيا وزيارة مملكتها
وأشواق تملأ القلب وتزيد
تبختر الفرس تمايل يمني ويسري
وكلانا ممسك...
هي تلف زراعيها حولي
وأنا بلجام فرسيَّ الهادئ بعد طول جموحٍ
حتي مررنا بشجرة الزيتون
ومخرات السيول
وكهف بجانب باب مملكة حبي
يقف حارسيَّ مملكتها صنوان
لايفترقان
لانوم ولاجلوس ولاخلود
عبيد حب مستهامون بمليكتي
لايكِلون ولايعصون بجدٍ وودِ
أمسك كبيرهم بلجام جوادي فنَزَلتُ
على مُنَاخُ ناقة كجرمود صخرٍ
ومددت يدي تحت ابطيها ورفعتها
من فوق سرجي وهبطت بدلال غيد
تأبطتْ زراعي وإنحنى حراسها
مددت بجيبي أخرجت مفتاح بيدِ
وضعته باب المملكة ففتح من لحظته
وتنسمنا رائحة البخور والزهور
وسرنا كلانا نحوَ جدول ماء
مالت بجسدها نحو الماء واتت بحفنة وسقتني
ثم مِلتُ فغرفت غرفة وسقيتها.
كم تمنيت ان اسقي حبيبتي من الكوثربيدي
وأتينا مجلسنا الأخضر
يكسوه بساط من سندس تتراص فوقه قوارير الحليب
وتمرات من نخيل الجنان
يشفين من كل داء ويشبعن من جوع كل فرد
جلسنا تناولنا كؤوس الحليب والتمر
وحبيبتي تتكئ علي وسائد من ريش النعام
وشعرها الذهبي يميل علي كتفي
وأنظر بعينيها
أنقي بصري واري غدي وأمسي بهن ويومي
فعيونها بحر لاشاطئ له وليس به جزرٍ
تاه به الملاحون وضاعت منهم المجاديف
والطرق والدربِ
ومنهم من بقي طعام حيتان وذاك جزاءُ التعدي
وجبينها القمري يضئُ مجلسنا ويغني من فقرٍ
وأصابعها الجميلة وخاتمها الفضي يضوي
وبسمة ثغرها الحييّ
وأسنان كلؤلؤ لاترى إلا بالضحكِ
من بين شفتاها الرقيقتين كحبتا كرزِ
وعنقها السامق المترفع المتعالي والذي
أرى قطرات الماء من خلاله
حين الشربِ
شفافة الجسد والقلب والروح
ملائكية الطلعة بقربِ أوببعدِ
تمرالليالي هنا كلحظات وميض البرق
أو أسرع تجري
فأذن مؤذن بالغروبِ وحان وقت العودِ
يوم لاتجود الأيام بمثله بعمرِ
سحرالمكان يتجلي بصاحبته وبحبِ
مدت يديها أستلمها بهدوء لنُهِمَ بالعود
وقفت وبدى طولها وجمال وقفتها بجنبِ
أخذت يدها وسرنا ناحية الباب
لنعود بأمل لقاء قريب نتبادل الودِ