أمية بن أبي الصلت "آمن لسانه وكفر قلبه"شاعر من العصر الجاهلي أدرك الإسلام ولكن لم يسلم، هذا على الرغم من أنه كان يعمل بالعديد من الأمور التي جاء بها الإسلام ويحرم على نفسه ما جاء الإسلام ليحرمه، فنبذ عبادة الأوثان وحرم على نفسه الخمر، قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمن لسانه وكفر قلبه".اسمه كاملاً أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوفالثقفي، وأمه هي رقية بنت عبد شمس بن عبد مناف من شريفاتقريش، ينتسب إلى قبيلة ثقيف من أهل الطائف، ولد في بيت عزوشرف فكان والده من سادة قومه، وعرف عن أهله الفصاحة وحبالشعر، هذه الفصاحة التي انتقلت لأمية فأشتهر بحكمته وإطلاعه علىالكتب القديمة، لبس المسوح تعبداً، ونبذ عبادة الأوثان، وحرم الخمرعلى نفسه.رحل أمية إلى البحرين، فأقام بها ثماني سنوات، وخلال ذلك ظهر الإسلام، فعاد مرة أخرى إلى الطائف فسأل عن الإسلام، وعن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قدم مكة وسمع آيات من القرآن الكريم، وعندما سألته قريش عن رأيه قال: أشهد أنه على الحق، فقالوا هل تتبعه؟، قال: حتى انظر في آمره.خرج أمية إلى الشام ، وفي هذه الأثناء هاجر الرسول صلى الله عليهوسلم إلى المدينة، وحدثت موقعة بدر، وعندما عاد أمية وقد قررالدخول في الإسلام علم بمقتل أهل بدر وفيهم ابن خال له فأمتنع وأقامفي الطائف حتى وفاته، مما قاله في رثاء من أصيب من قريش يومبدر:
أَلاّ بَـكَيتَ عَـلى الـكِرامِ بَـني الـكِرامِ أولـي الـمَمادِحكَبُكا الحَمامِ عَلى فُروعِ الأَيكِ في الغُصُنِ الصَوادِحيَـبـكـينَ حَــزنـى مُـسـتَكيناتٍ يَـرُحـنَ مَــع iiالـرَوائِـحأَمـثـالُـهُـنَّ الـبـاكِـيـاتُ الــمُـعـوِلاتِ مِــــنَ الـنَـوائِـحمَــن يَـبـكِهِم يَـبـكِ عَـلـى حُــزنٍ وَيَـصدُقُ كُـلُّ iiمـادِحكَـــم بَــيـنَ بَــدرٍ وَالـعَـقَنقَلِ مِــن مَـرازبَـةٍ iiجَـحـاجِحفَـمُـدافِعِ الـبَـرقَينِ فَـالـحَنّانِ مِــن طَــرفِ الأَواشِــح
[b]يعد أمية من شعراء الطبقة الأولى، له الكثير من الأخبار والقصص الفريدة، وإن كان علماء اللغة لا يحتجون به لورود ألفاظ فيه لا تعرفها العرب، حيث أدخل في قصائده بعض الألفاظ الأعجمية المنقولة أو المقتبسة أو التي تم تعريبها، ومع ذلك تميزت معانيه بالبساطة والوضوح والبعد عن المبالغة.وكان أمية هو أول من جعل في مطالع الكتب باسمك اللهم، فكتبتها قريش، وكان يأتي في شعره كثيراً بقصص الأنبياء، واطلع على الكتب السماوية، وتناول في أشعاره الموضوعات الدينية والحكمة، ويقال انه كان حنيفياً.قَد كانَ ذو القَرنَينِ قَبلي مُسلِماًمَلِكاً عَلا في الأَرضَ غَيرَ iiمُعَبَّدُبَلَغَ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ iiيَبتَغيأَسـبـابَ مُـلـكٍ مِـن كَـريـمٍ iiسَـيِّدِفَرَأى مَغيبَ الشَمسِ عِندَ مَآبِهافـي عَـيـنِ ذي خُلُبٍ وَيأطِ حَرمَدِمِـن قَـبـلِـهِ بَـلقيسُ كانَت iiعَمَّتيحَـتـى تَـقَـضّـى مُـلـكُـها بِالهُدهُدِ[b]قال أنه عندما سمع رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بأبيات أمية بنأبي الصلت التي قال فيها:[center]الـحَـمـدُ لـلَّهِ مَمسانا iiوَمَصبَحَنارَبُّ الـحَـنـيـفَـةِ لَم تَنفَد خَزائِنُهاأَلا نَــبِــيَّ لَــنـا مِـنّـا فَـيُـخـبِـرُنـا